فلسفة الحرب

إن موضوع الحرب هو الشغل الشاغل للبشرية جمعاء ، وبما ان الفلاسفة جزء من هذه المجموعة البشرية ، نجدهم قد عنوا مثل غيرهم بهذا الموضوع ، لكنهم وقفوا منها موقف الدارس بعمق لاصول هذه الظاهرة ، وأسباب قيامها ، وهل اصيلة هي في النفس البشرية ام عارضة شأنها شأن السلم ، وما طبيعتها وهل تأخذ شرعيتها من نفسها ام من مواقف الفِرَقِ المتحاربة فيما بينها ، ومن الذي يشرّع لها هذه الشرعية ، العقل ام الدين سواء السماوي ام الطبيعي ، ام الحاكم ام صاحب النفوذ والسلطة ؟
تطرق الفلسفة في هذا الكتاب باب الحرب بكل ما تعنيه هذه الكلمة وما يرتبط بها من مفاهيم قيمية ودينية وسياسية واقتصادية وتقنية وجغرافية ونفسية وغير ذلك ، ويقف الكتاب عند الجزئية المهمة للحرب ضمن اطار العقل الفلسفي العملي السياسي ، والتي غفل عنها الدرس الأكاديمي الى حين ، اذ وجد المؤلف ان المجال ما زال بكراً فيها ، فحاول ان يقدم التصور العلمي والفلسفي عنها ، في الفلسفتين اليونانية والعربية الإسلامية باعتماد نماذج فلسفية بارزة وجد فيها تعين الحرب بشكل واضح في نصوصها .
قسم الكتاب الى ثلاثة فصول :-
الاول : التأسيس الفلسفي المفاهيمي للحرب ، وضم ثلاثة مباحث :
مفهوم الحرب ، وما يتصل بها من مفاهيم اخرى / انواع الحروب / البيئة السياسية لعصر الفلاسفة .
الثاني : طبيعة الحرب وشرعيتها في الفلسفة اليونانية ، وضم مبحثين :
طبيعة الحرب وشرعيتها ما قبل أفلاطون / طبيعة الحرب وشرعيتها عند أفلاطون وأرسطو .
الثالث : طبيعة الحرب وشرعيتها عند الفلاسفة المسلمين ، وضم مبحثين :
طبيعة الحرب وشرعيتها عند فلاسفة المشرق العربي / طبيعة الحرب وشرعيتها عند فلاسفة المغرب العربي.