القائمة
السلة

من شعرية اللغة إلى شعرية الذات

من شعرية اللغة إلى شعرية الذات
من شعرية اللغة إلى شعرية الذات
52 ريال
السعر بدون ضريبة : 45 ريال
السعر بنقاط المكافآت : 4500
  • التوفر: متوفر

دور النشر لهذا الكتاب:

هذا كتاب في الخطاب، والخطاب في الشعر العربي عندنا، هو ما تحقّقت فيه الذات وهي تفاوض غيرها، نعني الآخر؛ الذات منتسبةً إلى الآخر لكنّها تروم فوته، واللآخر، بوصفه كائناً متحوّلاً ينزع التالي إلى أن يمحو آثاره وإن كان ينتسب إليه؛ فهو يروم أن يقدّه في كلّ فعل على صورة جديدة.والذات المنشئة هي السبيل إلى الذاكرة، وكلّ لحظة فنّية هي لحظة تأسيس لمسلك جديد إلى الذاكرة.
إنّ هذا يعني أنّ الخطاب الواحد، ترتفع فيه أصوات عديدة لا يجوز ردّها إلى المفرد. فكلّ خطاب يردّد في نسيجه أصداء الذوات الأخرى، تلازمه الإقامة في خطابه ملازمة أصداء الثقافة الشّائعة وكائناتها، الموروث منها والمصاحب؛ فيقدّ من تصاريفها حدثا فردًا، بديلا عنها.
تلك هي ديناميكيّة الاتّباع. فكأنّما الخطاب، في علاقته بالنّموذج مدعوّ إلى أن يغادر ذاته، وهو لا يقد ّذاته إلا بإعادة تشكيل المتنوّع. وهذا يعني أنّ الغيرية هي الظرف الذي يكون فيه المقصد والمعنى، وتكون فيها مسالك تحقّق الذاتية.
إنّ الإقرار بارتداد النصوص إلّى غيرية في القول متّبعة، لا يفضي إلى إلغاء هويّة النصّ الواحد وإنكار حظّه من الطرافة وحظّ المشترك القديم إلى أن يكون سبيلا إلى تفريعات غضّة فتيّة، بل إنّ هذه التفريعات هي الشرط في استمرار المشترك إذ يصرّفه أمراء البيان أنّى شاءوا. وهذا يعني أنّ السنّة الشعرية المتّبعة ليست قوّة مكبّلة وإنّما هي قوة تحرّرية، تفاعلية، تنعتق من وضع الثبوت وتجري في مجاري الحياة وإن ظلّت المرجع الدّائم في التصنيف وفي صناعة المعنى. فهي أشبه ما تكون بغاية النصّ ومقصده وإن مضت، سيّارة إلى الأمام وإن ساءلت واستوقفت.
الاتّباع إذن تصريف للسنّة وامتحان لها في آن.هي أشبه ما تكون بنصّ جامع، ديناميكي، فهي لأجل ذلك غير منتهيّة عند حدّ وإن انحسر الاتّجاه الغالب فيها، ولا متحقّقة تحقّقا نهائيّا وإنّما هي متجدّدة التشكّل، يكون فيها النصّ الفرد أثرا من آثارها وفاعلا من فواعل صيرورتها في آن. إنّ تفاوض الشاعر مع السنّة، ساعة الاتّباع، هو سبيله إلى التدلال.و التدلال هو فنّ الاتّباع في الشعر القديم.
(مقولة نقدية)
ليس كلّ ما تقادم به العهد قديماً أو مواتاً، وإنّما هو غضّ فتيّ بما تستقدمه نفسك في هذه اللحظة الحيّة. تلك هي طرافة الشعر العربيّ وإن تأسّس على الاتّباع. يبتذل الجواهر ويصرّفها في طينية الفنّ؛ إذ يسائل ما يبدو جوهريّاً، ويجعل فساد السرمديّة سبيلاً إلى الجميل. بذلك يغدو فعل الاتّباع حدثًا ينقذ الموروث من موات المطلق، وتغدو الذاكرة فعل حداثة وائتلاف في نصوص كاد يشرّدها العمود ويعطّل سيرها وهو يعترض على الذات ويصادر مروقها.
ليست الخصومة بين القديم والمحدث خصومة مفاضلة، وليس النموذج سلسلة من الأعيان الثابتة، وليست الفروع ممكنات كانت كامنة فجلاها الخاص، وإنّما هي خصومة في ماض تكبّله طقوس السرمديّة وراهن يروم الانتساب والفوت، وهي خصومة في نموذج بدا جليّاً أنّه كائن يحيا في طينية اللغة وتفريعاتها الفريدة، وفعل محدث، يبعث الحيّ من الموات إذ يقوّض ما مضى؛ ليعيد بناءه بناء خاصاً، لذلك يزعم كلّ صوت أنّه هو الصائح المحكي والآخر الصدى.

معلومات الكتاب
عدد الصفحات235
سنة النشر2016
عدد أجزاء الكتاب1
غلاف الكتابغلاف
الطبعةالأولى

كتابة تعليق

الرجاء الدخول أو التسجيل لكي تتمكن من تقييم المنتج