نظرية الفيزياء لدى الفيزيائيين المعاصرين

«انطلق آبيل راي في هذا العمل وفى هذا الإطار المنهجي قصد القيام بربط بين الفلسفة والعلوم، وظهر في هذا التأليف أنه قريب من التوجه التقليدي لبوانكاريه، الذي كان عضوا فى لجنة مناقشة أطروحته، ولكنه، انتقد، لا محالة، ما ارتآه كشكل متطرف من هذه الحركة الفكرية فى الطاقوية، لقد خلص إلى طريقة تفكير حول العالم مثلما صاغها أسلافه.

ففي تقديم هذه الأطروحة التي قارنها بياردويم بأعمال لويس كوتورا، كتب الأول يقول: فعلا فى سنة 1896 ناقش مبرز  فى الفلسفة. والطالب السابق في قسم الآداب فى دار المعلمين أطروحة أمام كلية الآداب في باريس حول اللامتنناهى الرياضي. فكان الحدث الذي وقعت ملاحظاته، وهكذا  أشار كوتيرا لمن لم ينتبه إلى عودة الفلسفة إلى دراسة العلم. واستئناف التقليد المتخلى عنه منذ مدة. وباختيار موضوع أطروحة دكتوراه  دولة فى الآداب حول نظرية الفيزياء لدى الفيزيائيين المعاصرين يوطد العلاقة التى أحياها كوتيرا".

لا تندرج أهمية هذا العمل فى هذا الإطار فحسب، بل بأهمية المسألة المطروحة من قبل "راي" وكذلك بدقة النتيجة التى توصل إليها، فقد حاول راي فى كتابه هذا جمع وترتيب آراء الفيزيائيين أو المنطقيين فى الفيزياء تجاه الآلية، فتجد لهذا السبب ثلاثة مواقف مختلفة تجاه الميكانيكية للمادة: موقف مناوئ وثان مجرد نقدي وأخيرا  الموقف الإيجابي.»