الدولة الأموية عوامل البناء وأسباب الإنهيار

لا يعد البحث عن حقيقة التاريخ الأموي ضرورة ثقافية فقط ، بل يستمد أهمية تربوية ومعنوية خاصة في ضوء ما نلمسه كباراً وناشئة من فوارق جمة بن نقاء عهد النبوة وعصر الخلفاء الراشدين - كما تصوره صفحات التاريخ - وقتامة عصر الأمويين كما تصفه تلك الصفحات ومع الكم الهائل الذي كتب عن التراجع الذي شاب القيم في عهد الدولة الأموية إلا أنها رغم كل شيء حافظت على أن تظل أمة مجاهدة ؛ فأيقت القسم الأكبر من مواردها المائية يُصرف في المجال العسكري ، وإضافة إلى إخراج الرواتب للجندي والأرزاق للذرية ، والمعونة للمقاتلة عملت الدولة على توفير وسائل القوة ووجوه المتعة للجيش : فأقامت المدن العسكرية في جميع جبهات القتال ، وتعبانها بالجنود وشجعت الناس على الانتقال إليها والإقامة بها ، واقطعتهم الأراضي الزراعية يستغلونها ، والمنازل بسكنونها ، ووفرت بها الطعام ومخازن الأسلحة والكسوة وحصنتها بالأسوار والخنادق وبنت القلاع والحصون واقا من المناظر والمنارات على طول الطريق بين الثغور والداخل ، وجعلت الموافد عليها لتكون أخبار الثغور حاضرة على الدوام عندها ، كما زخر العصر الأموي بكثير من العلماء على امتداده الزماني والمعاني ، يأتي لا طلب منهم جبل الصحابة الذين عاصر كثير منهم هذه الدولة ، وتركوا آثارة واضحة على الحياة السياسية والاجتماعية فيها ، وجيل التابعين الذين أخذوا عنهم ، وورثوا منهم ، ونشروا علومهم وتراثهم . . وحقاً . . . لكل أمة أجل ، ولكل أجل كتاب . . واتملك بيد الله تعالى ، . . بقلب الليل والنهار ، فيعز من يشاء بتوفيقه ، ويذل من يشاء بخذلانه . . . ويرفع من بشأه بقدرته ، ويخفض من يشاء بحكمته ، فبعد وفاة هشام بن عبد الملك بدأت عوامل الضعف ، تسري به جسد الدولة الأموية ، وبدأت الدولة نهرية منحدر الهاوية ، ويد . أنت شمس الدولة الأول ، فبوفاته بدأت الاضطرابات والفتن والقلاقل تظهر على مسرح الأحداث الدولة الأموية ، واستمر الأمر كذلك نحواً من سبع سنوات حتى سقطت الدولة الأموية وقامت الخلافة العباسية .