مجموعةٌ من المقالات والمحاضرات والإذاعيّات تعود في مجملها إلى الأربعينات بُعَيد الحرب العالميّة الثانية. فنعيمه الذي عرف الحرب عن كثب كمجنّد في الجيش الأميركيّ على الجبهة في فرنسا، خلال الحرب العالميّة الأولى، لم تفارق ذهنه منذ ذلك الحين محنة الإنسان عامّةً، ومحنة إنسان المدنيّة الحديثة على وجه الخص..
كان حنين نفاق: اندلعت الحرب في الجزائر معهما، تواصلت أمام أعينهما. لم تؤثّر فيهما إلا قليلاً؛ كانا يقومان بشيء ما أحياناً، لكنّهما عموماً كانا غير مُضطَرَّيْن إلى فعل ذلك. طالما اعتبرا أنّ حياتهما ومُستقبلهما ومفاهيمهما ستختَلّ. كان هذا صحيحاً نسبيّاً فيما مضى: كانا في سنوات الجامعة يتصرّفان بتلقائي..