ليس ينبغي لطالبي العلم والحكمة أن يتهاونوا بكلام الكسدانيين ولا بخرافاتهم؛ فإنهم يأتون بالحكمة البالغة في صورة الخرافة التي معظمها كذب ومحال، حيلة بذلك منهم على الأغبياء، لينفرونهم عن العلم إن كانوا جُهَّلاً، فأما إن كانوا عُقَّلاً فإنهم لا ينفرون نفير الحمير ولا البهايم من أدنى صوت وحركة، بل يثبتون..
أقوى أشكال الإحتجاج العلمي والمنطقي في مواجهة الخرافة، والتعجيز المتعمد للعقل، وفي مواجهة فجوات التسلسل التاريخ الفاضحة التي تهملها الأساطير المكونة للعقائد الموروثة بعيداً عن حقائق وبراهين العلم الذي ملأ حياتنا وصار جزءاً من الوجود الإنساني.ومنذ سبعينيات القرن الماضي، شغل دوكنز الرأي العام العالمي ..
«للخُرافةِ غريزةٌ حَشَريةٌ تَنْتحي إلى الشَّوق، وتَعشقُ الثَّغَرات، وتُقِيمُ في الفجَوات. يَسُودُ الدَّجَلُ ويَركُزُ لواءَه في المناطقِ التي ما زالَ العلمُ فيها مُبلِسًا مُحَيِّرًا لا يَملكُ جَوابًا حاسِمًا.»تُسيطِرُ الخُرافةُ على الكَثيرِ مِنَ التفاعُلاتِ البشريَّة؛ فلم تَكْتفِ الخُرافةُ بالتغلغُلِ..
لم يعد دور العلم في عصر المعلومات دائم التسارع هذا، مقتصرًا على الإنجازات التقنية والتقدم في مجالات الحياة الشاسعة بل إنه أصبح محورًا مهما لمسائل كثيرة في السياسة والاقتصاد المعاصرين، ولطالما يتصادم فيها مع الاعتقادات الدينية والخرافية التي لا تملك دليلا سوى التسليم المجرد والانقياد للسلطة الرسمية، ..