وانطلقت جان من جديد صوب المنتزه وهي تجري.كانت في عينيها صورة الدَّار العتيقة النَّهمة، تحرسها أبراجٌ موغلةٌ في القدَم وأولادٌ بغير شفقةٍ أو رحمةٍ.وكانت أشجار الغابات تفتحُ آبارًا من الظَّلال تجري فيها أشعة الشمَّس كالينبوع، وساد الجو رائحة الزَّرع والعفن والأوراق الحالمة والحيوانات النَّاعسة، وألقت ..
لماّ كان النص عالماً تنتجه اللغة، فقد اهتمت به العديد من المدارس اللسانية في إطار بناء الكلام، وكيفية إتيانه على الشاكلة النهائية؛ وكان لا بد له أن يرث هذا الوصف والتحليل، فارتضته "لسانيات النص" ، اتجاهاً متداخل الإختصاصات، موضوعه الشرعي والوحيد هو "النص". وعليه تسعى لسانيات النص بموضوعاتها المختلفة..
إعتاد أبي أن يضع للأشياء عمرهابطريقتهفالآلة الكاتبةكانت بعمر أختي الوحيدةوجهاز الفيديوكان بعمر أخي الأوسطوجهاز التكييفكان بعمري أنا.وأما ساعة الحائطفكانت بعمر أخي الأكبرولذلكمنذ أن ماتلم يعد أحد يصدّقها...
يلاحظ من يتتبع تطورات البحث اللساني خلال النصف الأخير من القرن الماضي، أن جل الدراسات العلمية في مجاله، سعت بشكل أو بآخر إلى إيجاد تعليل فلسفي لطبيعة النص (إنتاجه وبناؤه وترتيبه ومدى قراءته وإستقباله)، وهو تعليل ينبى على أساس تصور خاص، يتكون إلى حد ما من أطراف عملية التواصل وفاعليتها الإنتاجية، التي..
كتاب كهذا، يكاد أن يقدّم سعدي يوسف كاملاً، أي في جُل اهتماماته وانشغالاته، إن لم يكن كلّها. كتاب يضع قارئه في قلب هذه الانشغالات، مجسِّدَةً صورة الشاعر في كدحه المعرفي والثقافي، في اطلاعه الغزير وتطلّعه، تحفّ بكلّ ذلك أو تعلوه نظرةٌ نافذة، ناقدة لما تلتقطه من الثقافي والسياسي وحتى الاجتماعي، ليتبدّى..
أم سعد، "التي تقف الآن تحت سقف البؤس الواطئ في الصف العالي من المعركة، وتدفع، وتظل تدفع أكثر من الجميع". هكذا قدم غسان كنفاني الروائي السياسي الفلسطيني للأم الفلسطينية حين كتب رواية عام 1969. كأن "أم سعد" هي النقطة التي تتقاطع عندها روايات كنفاني السابقة. إنها الشخصية الضائعة في رواياته السابقة، الم..
" شاعرٌ يعيشُ آلامَ الناس ،ويكتبها ،يلتحمُ مع الوجعِ ولاينسى الفرح ،فيرسلها على شكلِ وردٍ من الكلمات .. فائقٌ في تكثيفِ اللغةِ ،يشتغلُ على اقتصادها ،وعلى التصوير الفني من خلالها ،وتسريبِ الدهشةِ ،متعاوناً مع أصدقاءَ له من المفرداتِ اليوميةِ ،القريبة الى الروح،مبدياً تعاوناً مع الجميلِ والغني من المش..
أنا لميعة بنت عباس بن عمارة بن مرّان , عشت في بيت جدي لأمي الكَنزبرا المندائي الشيخ جودة الشيخ داموك.أكتب ما شاهدته بعيني , وما قمت به فعلا من طقوس وعادات كانت سائدة في بيئتي بالنسبةللطعام , وادوِّن المعلومات التي أعرفها ولا يعرفها حتى أبنائي , لأنهم ولدوا ونشأوا بعد الحرب العالمية الثانية.وأكتب عن ..