يفرض نوعُ الكتابة شروطه، مثلما يفرض التلقي، تلقي القارئ المفترض العالق في ذهن الكتابة، شروطه الخفية وأعرافه. فالكتابة، مثل كل فعل إنساني، قصدية بالطبع. ومقاصدها لا تبقى حبيسة أدراج، حتى وإن ظلت كذلك. فثمة قارئ ينوس في عقل كل كاتب. إنّ كاتباً، الذي لا يستطيع أن يكتب إلاّ في عزلة عن الآخرين، يفرض عليه..
أوقن أن العالم سينتهي قريبًا، الذبابة لا تكف عن الدوران المحموم، الكلاب لا تتوقف عن النباح، مسيحك الدجال سَيلد عفاريت صغيرة تخرج بيضات سوداء تتعلق بأقدامنا لتمنعنا من مواصلة الجري...
التفت عبد الناصر. لمح في المرآة المقابلة زليخة من قفاها. انتفض من الكرسيّ قائلًا في دهشة: - "أية صدفة، الشعر المجعد الذهبي، الغمازتان الرائعتان، الشفة المكتنزة، الحاجبان المقوّسان.. لا أكاد أصدق.. عفوًا.. لا أقصد شيئًا" رأت في عينيه التماعة غريبة. أحست بارتعاش في المكان نفسه.. رعشة جعلت زغب جسمها ين..